/ الفَائِدَةُ : (74) /

24/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / حقيقة مُطلق الأَسماء والصِّفَات الإِلٰهيَّة مخلوقات إِلٰهيَّة مُكَرَّمة / إِنَّ حقائق جملة الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ليست كما يتبادر في الِاستعمالات العرفيَّة أَنَّها : عبارة عن أَصوات ملفوظة ومنطوقة ومنقوشة ، وإِنَّما هي أَوائل المخلوقات الإِلٰهيَّة الَّتي اِنعكس وتجلَّىٰ فيها كمال الذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة ؛ واِنعكست وتجلَّت فيها قُوَّته (تعالىٰ ذكره) وعظمته وقدرته وهيمنته ؛ فكانت آيات إِلٰهيَّة عظيمة ومهولة جِدّاً ، ولِشِدَّة كمالها ـ الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ـ اِنْطَمَسَت إِنِّيَّتها الخلقيَّة ، وتمحَّضَت في حكاية كمال الذَّات المقدَّسة ، وحكاية قوَّته (جلَّت آلاؤه) وعظمته وقدرته وهيمنته . وهذا ما يُشير إِليه بيان القاعدة المعرفيَّة المُطَّردة في أَبواب المعارف الإِلٰهيَّة، وهي : « إِنَّ المخلوقات الإِلٰهيَّة الأُولىٰ لقربها من الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المقدَّسة تتجلَّىٰ فيها العظمة الإِلٰهيَّة أَكثر من سائر المخلوقات » ، ومن ثَمَّ تأخذ بالتَّبع ـ وكوجود ظلِّي وثانياً وبالعرض ـ جملة أَحكام وأَسماء وصفات الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ لخروجها موضوعاً وتخصُّصاً . وبالجملة : أَنَّ مُطلق الأَسماء والصَّفَات الإِلٰهيَّة ـ فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ـ مخلوقات إِلٰهيَّة ، لكن : ليس لها لون خلقي وحدوث مخلوقات ، وإِنَّما حدوث في الحُجُب والسَّدنة الرُّبُوبيَّة ؛ فإِنَّ الواحد غير القادر، وهما غير الأَوَّل ، وهم غير الآخر ، وهلمَّ جرّاً ، وهذه المُغايرة كاشفة عن وجود حدود خفيَّة ؛ وتناهي خفيّ مُنَزَّه عنها الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ تقدَّس ذكره . وللتَّوضيح أَكثر نقول : إِنَّ حقيقة الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة والقرآن الكريم وسائر المعارف الإِلٰهيَّة لا تكمن بوجوداتها الِاعتباريَّة ـ سوآء كانت صوتيَّة أَم كَتْبِيَّة ـ ولا بالمعاني الذهنيَّة ، بل ولا ببحور المعاني ، وهذه وإِنْ كانت لها قدسيَّة وشعشعانيَّة ونورانيَّة عظيمة جِدّاً، وآثار طلسميَّة عجيبة وغربية وردت في بيانات الوحي الشَّريف، لكن حقيقة هذه الموجودات الشَّريفة تكمن في وجوداتها وواقعيَّاتها الصَّاعدة ، والَّتي تُهيمن علىٰ ما تحتها وتتصرَّف فيه. إِذَنْ : للأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ـ فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة ـ وما شاكلها من الحقائق والمعارف الإِلٰهيَّة واقعيَّات تكوينيَّة ملكوتيَّة في عوالم شريفة صاعدة ، مهولة جِدّاً ، مُهَيْمِنَة علىٰ ما دونها وتتصَّرف فيها تصرُّف اللَّطيف في الأَغلظ . وعليه : فينبغي للمخلوق أَنْ لا يُسْكِر عقله بوجوداتها الِاعتباريَّة الشَّريفة ، وإِنَّما يمدّ نظره الى تلك المخلوقات والحقائق المهولة الصَّاعدة وينشب أَظفاره فيها . ومن أَراد الاِطِّلاع علىٰ معارف الأَسماء الإِلٰهيَّة ومعانيها وحقائقها فليراجع بيانات الوحي الوافرة ، منها : سورة الرعد ، ودعاء ليلة عرفة ، ودعاء السمات . بعد الِالتفات : أَنَّ معارف عَالَم الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة من أَعقد المعارف الَّتي تعرَّضَت لها بيانات الوحي . وصلى الله على محمد واله الاطهار